السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.. أنا طالبة جامعية عمرى21 عام .
ومشكلتى أن أمى طفله جدااا ففى صغرى كنت سعيده بذلك ولكن الآن أنا أحتاج الى الام الحكيمه التى تنصحنى فأنا لا ابالغ فى قول طفله فهى تتصرف هكذا فعلا لا تبقى لى قولا الا وقالته لاقاربى
وهى ترى ان هذا عادى إذا غضبت منى لموقف فكاهى تجرى ورائى فى الشقه لتعضنى تسبقنى الى الأماكن جريا اواجهها بلطف بان هذا يحزنى.
وأننى أود أما تفهمنى وتحتوينى بمشكلاتى لكنها لا تستمع علما بان عمرها ليس بصغير فهى فى اوائل الخمسينات من عمرها
المشكله أنى الآن لا أريد الطفله التى كنت العب معها فى صغرى بل أريد اماتستمع لى فأنا لا أكف عن الاعذار لهالارضائهاوهى دائمه الخصام لاسباب صغيره جدا
فماذا علي أن أفعل لاجعلها تحس بى فانا احبها جدا ولكن ما ينقصنى لن اجده فى سواها فأنا لا اريد أن اواجهها بذلك بشده حتى لا اجرحها. أرجو الرد سريعا فأنا متعبه جدا.
الأخت الكريمة / كاميليا.............. حفظها الله وسدد خطاها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أثمن لكِ هذه المبادرة في طلب الاستشارة ابتغاء إصلاح وضعكِ مع والدتك, وهو أمر إن دلّ على شيء فإنما يدل على طلبكِ لمرضاة الله تبارك وتعالى.
بل إني أستشف من وراء طلبكِ هذا حبًا لأمك وإرادة صادقة في صفاء العلاقة معها، فأهلًا وسهلًا بكِ في موقعكِ المستشار، وكم يسعدنا اتصالكِ بنا في أي وقت وفي أي موضوع.
لاشك أنكِ على وعي بما للأم من مكانة عظيمة في الإسلام, فقد أوصى بها المولى-تبارك وتعالى- مع الأب جنبًا إلى جنب.
قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) سورة الإسراء: 23
مشكلتكِ ياغاليتي هي: (في طريقة تعامل والدتكِ معكِ وتعاملكِ معها)
قرَأتُ استشارتكِ وتفكَّرت فيها مليًّا،ويبدو فيهافيما يبدو- والله أعلم- أنَّ والدتكِ تفعَلُ ما تفعَلُه بِحُسن نيَّة، بل إنِّي أكاد أُجزِمُ بذلك، فهي إما تلقَّت نفس التربية، أوتظنُّ أنَّ هذا هو الأسلوب الأمثَل لتربيتكن؛ لذا فهي معذورةٌ في هذا الأمر.
وكذلك ياغاليتي إن طبيعة الأم أنها ترى أبناءها مهما كبروا أنهم صغار في نظرها، وإذا أنتِ تضايقتِ من ذلك فماذا أنتِ عملتي لتغيير هذا الأسلوب من والدتك؟؟هل أشعرتها بتصرفاتكِ أنكِ كبرتِ وأنكِ تحتاجينها؟؟هل عرضتِ لها بعض من مشاكلكِ وتحاورتِ معها؟
غاليتي من الجميل أن تكون علاقة الأم بالبنت علاقة صداقة وتبادل مسؤولية،ومن الطبيعي أنكِ عندما انتقلتِ من مرحلة الطفولة فأنتِ تحتاجين من يعاملك بأنكِ قد نضجتِ وكبرتِ فعليكِ بالآتي
1-اجلسي مع والدتكِ جلسة حوارية فيها من التودد والمحبة لها، وبيني لها أنكِ تحتاجينها.
2-وأنتِ تحاوريها اعلمي منها يا أختي ما هو الشيء الذي يضايقها منكِ، وما هي التصرفات التي لا تعجبها فيكِ، وحاولي التغير وأنتِ قادرة على ذلك، فنحن يا أختي لسنا بكاملين.
ومن الطبيعي أن تكون لدينا بعض السلوكيات الخاطئة، ولكن من الطبيعي أن نسعى لتغييرها، وأيضًا أفصحي لها بما يضايقكِ من أسلوبها، وطريقة تعاملها معكِ ولكن بأسلوب فيه من التودد والتحبب لها.
3-شاركيها في مشاكلكِ، وأشعريها بأهمية رأيها ومشورتها لكِ كأنْ تطلُبي رأيَها في أمرٍ ما، أو مشورتها في قضيَّةٍ تخصُّكِ، مع تقديم ذلك بالمدْح لها، ولآرائها وشخصيَّتها.
4- إذا لم ينفع ذلك حاولي إدخال شخص تحبه أو ذو علاقة مع والدتكِ (والدك – أختكِ...)؛ لكي يوضح لها ما تحتاجينه منها، وما يزعجكِ منها، ولكن بطريقه غير مباشرة.
5- اكتبي على ورقة الإيجابيات التي تتمتع بها أمكِ, وكذا استجلبي ما قدمته لكِ من خير يومًا ما.
ولا بدَّ أنك ستجدين شيئًا من هذا وحدِّثي نفسكِ بأنكِ تحبين أمكِ, واقهري الأفكار السلبية التي تعرِّي أمكِ عن كل خير وحبٍّ، وخاصة كلمة أنها طفلة،فمهما يكون فإنها أمكِ ولها كل احترام وتقدير.
6-حاولي أن تكوني على أفضل صورة من برها، وطاعتها، والتماس العذر لها في غضبتها وثورتها، فهذا وحده سيرضي الله عنكم، فتتنزل رسائل رحمته على قلب أمكم الطيبة.
7- أكثري يا أختي من الاستغفار، والدعاء، وقراءة القران بشكل دائم، وتحديد ورد يومي لكِ، والحفاظ على الصلوات في وقتها, وذلك يساعد على هدوء النفس ويضع الفرد أمام قدرة الله-سبحانه وتعالى- مصرف الأمور.
وأخيرًا..
تذكري منزلة الأم عند الله، واحتسبي صبركِ على ما ترينه منها, واحتسبي عند الله طاعة ببرها، تجدينها في صحائف أعمالكِ نورًا يتلألأ يوم القيامة.
ودُمتِ في حِفظ الله ورِعايته.
الكاتب: أ. ابتسام صالح الخوفي
المصدر: موقع المستشار